هذا هو الشاعر أحمد الكندي المرر وعمره 34 سنة، نحيل القامة شاحب الوجه قد علته السمارة بسبب خروجه من عملية أجريت له في قلبه، ولهذا دائماً يشتكي من قلبه، فمرة يقول:
يا حن قلبي على المحبوب حنين دوجٍ مع مصعاد
يا قلب لي ما استطعت اتوب وش حيلتي فيك يا وداد
ومرة يقول:
يا الله من قلبٍ غدت فيه شكّات ويرف مثل الطير عجل الرفيفي
أخبرتني والدتي بهذه الحادثة، فقالت: اشتكى أبوك من وجعٍ في صدره، وكان يزيد عليه فقال لي اذهبي إلى عمّي مصبح الكندي وأخبريه، فأخبرت ابويه فأتى ورقاه بالرقية الشرعية، وجلس ساعةً وهو يقرأ عليه القرآن، ولكن كان أحمد الكندي يأن من شدة الوجع، فقال أبويه مصبح لازم نوديه المستشفى وإلا سيموت علينا، فذهب وأخبر عبيد بن كنيش وأتى بالسيارة ولما أرادوا أن يحملوه قال هاتوا أولادي مريم وعلي وكنتم صغاراً، فجلس يقبلكم وهو يبكي يظن بأنه لن يراكم مرة أخرى، فكان يبكي بكاء مودع، شلوه وهو ينظر إليكم ومشوا به وعيونه لا تفارقكم، وكان أبويه مصبح يواسيه ويطمأنه بأنه سوف يقوم بالسلامة ويعود إلى أهله وأولاده.
فأخذوه إلى عيادة طريف ثم حولوه إلى أبوظبي وعملوا له عملية في قلبه، وجلس مدة هناك فنحل جسمه واسمر قليلاً، ثم كان يذهب وهو في أبوظبي إلى الإذاعة للتسجيل، فأخذت له هذه الصورة.
كتبه
علي أحمد الكندي المرر