رحلتي إلى سيناء



رحلتي إلى سيناء

انطلقت من القاهرة صباح يوم الاثنين في الرابع من شهر فبراير الجاري سنة 2013م، بصحبة بعض الأصدقاء المصريين نريد السفر إلى سيناء لزيارة أحد الأصدقاء من عرب سيناء، وهو الشيخ لافي الجهني، وكان قائد السيارة في رحلتنا الأخ مصطفى الصعيدي أبو زياد، مررنا في طريقنا بمدينة الإسماعليلة الشهيرة بزراعة جميع أصناف شجر المنجا، وكنت أستمتع بالنظر إلى تلك الأشجار الكبيرة المزروعة في الأراضي الموازية للطريق وهي تزين المكان.

وصلنا إلى منطقة القنطرة فعبرنا قناة السويس من على جسرٍ كبير ومرتفع تمر من تحته السفن الضخمة المحملة بالبترول وحاويات البضائع، ثم التقينا بالأخ محمود دليلنا إلى قرية (قاطية) التي يعيش فيها الشيخ لافي، إلا أننا بقينا في القنطرة نتجول بين الأراضي الزراعية حيث تزرع جميع أنواع الخضراوات وأشجار المانجو والبرتقال والتفاح والزيتون.
وبعد صلاة العصر انطلقنا إلى سيناء، وكنت أنظر إلى الصحراء التي نسير فيها وقد كانت ممطورة وإذا هي تشبه في بعض الأماكن صحراءنا، وكنا نمر على بعض الخيم والبيوت المبنية من عيدان الشجر وحولها الإبل، وقد كنت سألت الشيخ لافي عن القبائل التي تسكن في سيناء فذكر لي: جهينة، وبلي، والرميلات، والقحاطين، والعزازمة، والحويطات، والمساعيد وغيرهم من القبائل العربية التي نزحت من الحجاز وبلاد الشام إلى سيناء من قديم الزمان.
وتلك القبائل تتحدث باللهجة البدوية، ولهم عادات وتقاليد مثل بدو بادية الشام، وملابسهم كذلك تشبه ملابس البدو من حيث الدشداشة والبشت والغترة والعقال.
وأما سيناء فهي منطقة تابعة لمصر تقع بينها وبين فلسطين، وفيها جبل الطور وهو الذي يضاف إلى سيناء قال تعالى: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن). [المؤمنون: 20] وقال تعالى : (والتين والزيتون * وطور سينين). [التين 1-2]. وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه سيدنا موسى بن عمران عليه السلام ونودي فيه
وبعد ساعةٍ تقريباً من المسير مررنا بمنطقة رابعة ثم بعدها وصلنا إلى (قاطية) عند المغرب، هناك استقبلنا الشيخ لافي مرحّباً بنا وهو لابس البشت الغليظ، لأن الأجواء كانت باردة، ثم مشينا معه بجانب أشجار الزيتون حتى وصلنا إلى مجلسه البسيط فجلسنا فيه نتحدث بينما تدور علينا كؤوس الشاي، إلى أن وضع العشاء فأكلنا ثم استأذنا من الأخ لافي وعدْنا إلى القاهرة، وقد وعدَنا في المرة الثانية بأن يذهب بنا إلى زيارة قبائل الحويطات والمساعيد هناك، وأحببت أن أشكر الشيخ لافي على ضيافته لنا فأهديت له هذه القصيدة التي تعبر عن ودنا ومحبتنا له ولأهل سيناء وهي:

نصينا ديرة الأحباب «سينا» 
                       ونبغي نزور فيها الشّيخ لافي

عريب الجدّ من أصلٍ متينا
                     قضاعي والاصل ما هوب خافي

كريمٍ من كرام الطيّبينا
                   وكلّ الخير في وجهه يشافي

يرحب بالضيوف الزايرينا
                  وجيرانه وكل من ياه لافي

عساه بحفظ ربّ العالمينا
                   ولا يصيبه من الدنيا كلافي

وترا الريّال في الشدّة يبينا
                  وتبين افعاله إن كانه سنافي

كتبه
علي أحمد الكندي المرر

مصر ديرة العشاق



ديرة العشاق
سافرتُ إلى مصر بلاد الكنانة وأرض الحضارات، مصر التي قصدها العلماء وسكنها الأدباء وتغزل فيها الشعراء، سافرت إليها والنفس تتوق لرؤية النيل حيث ملتقى العشاق واجتماع الأحباب، وما أن وطئتها بقدميّ إلا والقلب يحن إلى أحبابه هناك في الغربية، والأشواق تتجاذبني إليهم، فتمنيت أن أقضي عملي وأرجع مع مهب الريح، فقلت وأنا ما أزال في القاهرة:

يا بلاد الله يا الدّار العجيبه           ديرة العشّاق والدنيا وهواها

كم بدرٍ طلعته فيها ومغيبه          وكم شمس تغيب وتشرق في سماها

هي بلاد الريم بوخصورٍ جبيبه        والمهاة اللي يشوقني حلاها

غير انا لو سرت في الدنيا الرحيبه    مالي غير اللي تولعت بصباها

في البدع يسكن ومن ناسٍ نجيبه       وهو عذابي وعلّة النفس ودواها

الله يكتب لي وكلٍّ له نصيبه           شوفة اللي زايدٍ عندي غلاها

                         علي أحمد الكندي المرر