ديوان أحمد الكندي


أكاديمية الشعر تصدر ديوان الشاعر أحمد الكندي


أبوظبي- أصدرت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ديوان الشاعر الإماراتي الكبير أحمد بن علي الكندي، الذي يعد أحد أشهر شعراء النبط في الإمارات خلال القرن العشرين، وذلك ضمن مشروعها المستمر لتوثيق مختلف التجارب الشعرية، خاصة تلك التي تركت بصمتها وتأثيرها بقوة في الساحتين الشعرية والفنية في الإمارات.

وجاء إصدار الديوان في طبعة ملونة من القطع الكبير، بعد أن أعلنت أكاديمية الشعر في وقت مسبق عن توقيعها اتفاقية مع ورثة الشاعر لنشر قصائده، التي أشرف على جمعها وتحقيقها وتحقيق سيرة حياته الباحث علي بن أحمد الكندي ابن الشاعر، ويتشكل الكتاب من 333 صفحة، حمل غلافه شعار روح الاتحاد الذي تم اعتماده كشعار للاحتفالات بمرور أربعين عاماً على تأسيس الاتحاد، ويتضمن العمل مقدمة عن حياة الشاعر، ثم قصائد الديوان التي أخذت الجزء الأكبر منه، تلتها قصائد المشاكاة والمردّة، ثم القصائد النحوية القريبة من الفصحى، وقد بلغ عدد قصائد الديوان 119 قصيدة ومقطوعة شعرية.

ويتضمن الديوان أيضاً قصائد تنشر لأول مرة للشاعر الكندي، منها قصيدة تغرودة غير معروفة، كما يتضمن إضافات شعرية مهمة وكثيرة على قصائده المعروفة سابقاً، ويشمل الديوان أيضاً على ملحقين، يحتوي الأول على صور نادرة للشاعر الراحل مع أسرته وأصدقائه، أما الملحق الثاني فيتضمن قصائد بخط الشاعر، وهي تنشر للمرة الأولى أيضاً.

ويتميّز الديوان بتوثيقه للمناسبات والأحداث التي قال الشاعر بسببها مختلف قصائده، كما تتضمن القصائد في هوامشها شرحاً لمفرداتها ذات الخصوصية في اللهجة الإماراتية، وإشارات للمناطق والمواقع التي ذكرها الشاعر في قصائده، وكانت مسرحاً للعديد منها، كما تضمنت الهوامش إشارات إلى جميع القصائد المغناة للشاعر.

ويعد الشاعر أحمد بن علي بن الكندي بن علي بوملحا المرر أحد أهم شعراء النبط في دولة الإمارات، وهو حفيد الشاعر المعروف علي بوملحا المرر، ولد في ليوا في عام 1940م، ونشأ في كنف عمه مصبح الكندي بعد وفاة والده وهو في السنوات الأولى من عمره، وعندما بلغ الثالثة عشرة التحق بالحياة العسكرية حيث عمل في شرطة أبوظبي في مختلف المراكز التابعة لها، ثم انتقل بعدها للعمل في دائرة الكهرباء في الإمارة نفسها، كما عمل في إحدى شركات التنقيب عن النفط في الدولة. وقد عُرف عنه ولعه بهواية الصيد بالصقور، واشتهر بإتقانه العزف على آلة الربابة التي كانت ترافقه دائما، وقد سجل في الثمانينات العديد من التسجيلات الصوتية التي يلقي فيها قصائده بمصاحبتها، وتولى مع بداية قيام الاتحاد رئاسة مجلس شعراء البادية في منطقة "ليوا"، وصورت في منزله أغلب الحلقات التلفزيونية للمجلس.

أما أشعاره فقد اتسمت بجزالة المعنى ورقة العاطفة والتصوير، وانعكست عليها شخصيته اللطيفة والحساسة، إذ عرف عنه أنه كان سريع التأثر وذا نفس جياشة، كما كان من المجددين في مفردات القصيدة النبطية في الإمارات، ونظم على مختلف الأوزان الشعرية، ودارت بينه وبين عدد من شعراء عصره العديد من المساجلات الشعرية، أمثال الشاعرة فتاة العرب والشاعر صالح بن عزيز المنصوري وعبدالله بن عامر الفلاسي وراشد بن دسمان وسلطان بن هيّاي المنصوري.

وكان للشاعر الكندي حضوره المهم في الساحة الفنية في الإمارات، إذ كتب الكثير من القصائد الغنائية التي تغنى بها عدد من الفنانين مثل: الفنان علي بالروغة الذي غنى له: “أنا ونيت والخاطر تكسر و”قطعت الوصل يا حلو السجايا” و”يا كحيل الطرف يا ذاك الجميل”، والفنان جابر جاسم الذي حقق معه نجاحا كبيرا في أغنية “سيدي يا سيد ساداتي” و”رمتني من عيونك بندقية” و”صباح الخير من بدري” و”جوّ ليوا من جوّ لبنان” وغيرها من الأغاني العاطفية، كما تغنى الفنان ميحد حمد بعدد من قصائده مثل “لقيت الدار من عقب الحبايب” و”من تقنع النفس”، وقد استمر الكندي في عطائه الشعري إلى وفاته في 26/12/1985م.

ديوان الشاعر أحمد الكندي

اعلنت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن توقيعها اتفاقية مع ورثة الشاعر الإماراتي الكبير أحمد بن علي الكندي لنشر قصائده في ديوان يصدر قريباً، وذلك ضمن مشروعها المستمر لتوثيق مختلف التجارب الشعرية، خاصة تلك التي تركت بصمتها وتأثيرها بقوة في الساحة الشعرية الإماراتية. ووقع عن أكاديمية الشعر سلطان العميمي مدير الأكاديمية وعلي بن أحمد الكندي ممثل ورثة الشاعر والمشرف على جمع وتحقيق قصائد الديوان. وتعد هذه الاتفاقية أول اتفاقية رسمية تتعلق بنشر قصائد الشاعر أحمد الكندي.

ويعد الشاعر أحمد بن علي بن الكندي بن علي بوملحا المرر أحد أهم شعراء النبط في دولة الإمارات، وهو حفيد الشاعر المعروف علي بوملحا المرر، ولد في ليوا في عام 1940م، ونشأ في كنف عمه مصبح الكندي بعد وفاة والده وهو في السنوات الأولى من عمره، وعندما بلغ الثالثة عشر التحق بالحياة العسكرية حيث عمل في شرطة أبوظبي في مختلف المراكز التابعة لها، ثم انتقل بعدها للعمل في دائرة الكهرباء في الإمارة نفسها، كما عمل في إحدى شركات التنقيب عن النفط في الدولة.

عُرف عن الشاعر الراحل ولعه بهواية الصيد بالصقور، كما اشتهر بإتقانه العزف على آلة الربابة التي كانت ترافقه دائما، وسجل في الثمانينات العديد من التسجيلات الصوتية التي يلقي فيها قصائده بمصاحبتها، وتولى مع بداية قيام الاتحاد رئاسة مجلس شعراء البادية في منطقة (ليوا)، وصورت في منزله أغلب الحلقات التلفزيونية للمجلس.

أما أشعاره فقد اتسمت بجزالة المعنى ورقة العاطفة والتصوير، وانعكست عليها شخصيته اللطيفة والحساسة، إذ عرف عنه أنه كان سريع التأثر وذو نفس جياشة، كما جدد في مفردات القصيدة النبطية في الإمارات حيث أدخل الكثير من المفردات الحديثة في قصائده التي نجد فيها حضورا لافتا لأسماء الكثير من مناطق أبوظبي، كالبدع وغياثي والساد والظفرة ورقعة صليب ورمرامة وغيرها، ونظم على مختلف الأوزان الشعرية، ودارت بينه وبين عدد من شعراء عصره العديد من المساجلات الشعرية، أمثال الشاعرة فتاة العرب والشاعر صالح بن عزيز المنصوري.

وكان للشاعر الكندي حضوره المهم في الساحة الفنية في الإمارات، إذ كتب الكثير من القصائد الغنائية التي تغنى بها عدد من الفنانين مثل: الفنان علي بالروغة الذي غنى له: (أنا ونيت والخاطر تكسر) و(قطعت الوصل يا حلو السجايا) و(يا كحيل الطرف يا ذاك الجميل)، والفنان جابر جاسم الذي حقق معه نجاحا كبيرا في أغنية (سيدي يا سيد ساداتي) و(رمتني من عيونك بندقية) و(صباح الخير من بدري) و (جوّ اليوا من جوّ لبنان) وغيرها من الأغاني العاطفية، كما تغنى الفنان ميحد حمد بعدد من قصائده مثل (لقيت الدار من عقب الحبايب) و(من تقنع النفس)، وقد استمر الكندي في عطائه الشعري إلى وفاته في 26/12/1985م.

ويضم الديوان الذي ستصدره الأكاديمية قريباً، عدداً من القصائد التي لم تنشر للشاعر من قبل، وإضافات على عدد كبير من قصائده التي نشرت قبل سنوات في ديوان ضمّ عدداً من قصائده. كما سيضم الديوان مجموعة من الصور التي ستنشر لأول مرة للشاعر، إضافة إلى قصائد بخط يده.

الشيخ سعيد بن طحنون


هو الشاعر الشيخ سعيد بن طحنون بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان.
ولد في إمارة أبوظبي وعاش في بداية حياته في كنف والده الذي كان يحكم أبوظبي، إلى أن توفي والده.
فانتقل مع إخوته إلى محضر (مزيرعة) من محاضر (ليوا)، وبعد أن توفي عمه الشيخ خليفة بن شخبوط، وكان أبناؤه لا يزالون وقتئذ صغار السن، اتجه أهالي إمارة أبوظبي إلى الشيخ هلال بن شخبوط، والشيخ محمد بن شخبوط، وكانا طاعنين في السن، وطلبوا منهما تسلم زمام الحكم في إمارة أبوظبي فرفضوا، فطلب أعيان إمارة أبوظبي من الشيخ هلال بن شخبوط أن يرشّح لهم واحداً من أفراد العائلة.
فقال: إن شاء الله وسيأتيكم، وما لبث أن دخل عليهم الشيخ سعيد بن طحنون، فقال: هذا شيخكم الجديد، وحاول الاعتذار حتى أصروا عليه ووافقهم ورافقهم إلى إمارة أبوظبي في سنة 1845م، وكان يمتاز بالذكاء الشديد والبديهة الحاضرة والحزم.
ومن طريف ما روي عنه بعد أن تسلم الحكم ومضى على حكمه أربعين يوماً، اجتمع أعيان الإمارة وأجمعوا على إرسال شيخ قبيلة المرر الشيخ محمد بن حمد المغيربي المرر ليباحثه في عدم خروجه لرعيته وعدم تفقده أحوالهم منذ أن تولى حكمهم.
فحضر شيخ المرر إلى الشيخ سعيد بن طحنون، وبعد أن تناول معه القهوة طلب الشيخ سعيد من شيخ المرر أن يباريه في لعبة الحالوسة، وهي لعبة تحتاج إلى الذكاء فكانت بداية اللعب من قبل شيخ المرر، وفي تحريكه للعبة ارتجل بيتين من الشعر يختبر بهما الحاكم الجديد فقال:
ذي ديرة ما اعرفت من لافيها    ولا اعرفت من فيها ومن لافيها
سفينة تجري بلا سكاني          لولا دقيق الغزل ملى فيها
فعندما أتى دور الشيخ سعيد بن طحنون قاله له على البديهة:
تجري يلي عاد الحبال صحاحي       ولب عاد ليحان السفين نصاحي
ولي ما يعرف الجد من لأمزاحي      يكضم خوافيها على ما فيها
وعندما اقتنع شيخ المرر بأن الحاكم الجديد هو الرجل المناسب في المكان المناسب، ذهب إلى أعيان القوم مبشراً لهم بما حدث.
ويقول المؤرخون أن حقبة حكم الشيخ سعيد بن طحنون امتازت بالحزم والعدل، وانتهت مدة حكمه في سنة 1955م، حيث إنه اعتزل الحكم واتجه إلى جزيرة قيس بعد خلاف نشب بينه وبين أعيان الإمارة، مما أدى إلى فراغ سدة الحكم في الإمارة، واتجه الأعيان إلى الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط طالبين منه أن يتسلم زمام الأمر في الإمارة فقبل الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط على أن يعاهدوه على السمع والطاعة.

الشاعر علي القصيلي


هو علي بن محمد القصيلي المنصوري.
ولد في سنة 1935 م تقريباً، وكانت ولادته في منطقة بينونة التي تقع في الناحية الشرقية من منطقة الظفرة، وكان يسكن في منطقة (الرقيب)، وهي شرق غياثي، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة (غياثي) الحالية التي هي مقر سكناه الآن، وأما في المقيض فيسكن محضر عتّاب.
رعى الإبل في صغره وشبابه وعني بزراعة النخيل في (ليوا)، وقد كان للصحراء ونقائها أثر عظيم في سعة مداركه، كما أكسبته ثقافة عامة جعلته ملما بمسالكها والتعامل معها ومعرفة فصولها وحيواناتها ونباتاتها، وكذلك معرفة النجوم والأنواء، كما طبعت روحه على حب الخير وتقديم العون وغير ذلك من العادات العربية الأصيلة المتوارثة كالكرم والشجاعة والإجادة والتضحية والتعاون.
وهذه المعاني وردت في أشعاره وازدحمت بها، وكذلك أعطته الصحراء الأمل في موقع اليأس كما أعطته الأنيس والرفيق متمثلا في الناقة في عسرة الوحدة والضياع والفراق، فحدثها ورسم صورتها وشكى لها وعني بها وحملها سلامه لمحبوبته، وكذلك بمساعدته على قطع الفيافي والقفار.
ثم لما شب عوده ترك حياة الصحراء ليلتحق بـ(المديد) أي الغوص على اللؤلؤ، فخاض غمار البحر على ظهر سفن الغوص ينتقل من (هير إلى هير)، أي من مغاصة إلى أخرى وهو يعمل بمهنة (سيب)، أي الرجل الذي يقف على سطح السفينة وبيده حبل (اليدا) لكي يسحب الغواص من قاع البحر بسرعة، وبقي على هذا إلى أن جاءت بشائر رزق آخر في البلاد وهي الشركات التي تبحث عن النفط فالتحق للعمل بـ(الكموم)، أي معسكرات العمل الصحراوية، وكان ذلك في عام 1953 م، حيث عمل مع مجموعة من الجيولوجيين الذين ينقبون في المناطق النائية وهم بحاجة إلى أدلاء يعرفون المنطقة.

الشاعر ابن عتيج

الشاعر ابن عتيج
                      هو الشاعر سعيد بن راشد بن سعيد بن عتيج الهاملي.
ولد في محضر (حوايا) الذي يقع في بطانة ليوا، ويبعد عن ليوا شمالاً بمسافة 20 كيلومتراً، في سنة 1875م تقريباً.
شبّ وترعرع في بادية الظفرة، فكان يتنقل مع أهله في صحرائها الواسعة وواحاتها المتناثرة، حتّى كبر، وكان أبوه يعمل في صناعة (البدود)، والبد هو حشية من ليف النخل تصنع لتوضع على ظهر الناقة فيما يلي الشّداد، لأن الليف بارد، فهو مناسب للناقة في وقت الحر بخلاف (السدو) المنسوج من الصوف الذي يؤذي الناقة ويزيدها حرارة.
وأما ابن عتيج فعمل في الغوص وعمل في رعي الإبل، وعمل كذلك في زراعة النخيل والاعتناء بها، ومن الأعمال المهمة التي عمل بها والتي أكسبته خبرة في الحياة وجعلته يحتك بكثيرٍ من الناس هي مهنة (اليمال) وهي نقل المسافرين على ظهور الجمال من ساحل البحر إلى بادية الظفرة أو محاضر ليوا وبالعكس.
إن آثار هذه المهنة وما أنتجته من علاقات عاطفية ظهرت واضحة في قصائد بن عتيج وأنتجت جميل القصائد ومنها رائعته (صاح ابزقر لمنادي)، التي بدأ الشاعر فيها يقف على الشاطئ يراقب فتاته وهي بين جمع المحتشدين على صدر السفينة التي ستبحر بها إلى الجزر بعد أن كانت منذ قليل تركب معه ليوصلها وأهلها إلى هنا، لقد كاد قلب الشاعر أن يفر من صدره وراء تلك الفتاة، وكادت نفسه تزهق حسرة عندما سمع نداء ربان السفينة وهو يأمر بالإبحار والانطلاق في البحر، غير عابئ بذلك الذي يقف شبه مقتول على الشاطئ دون أن يحس أحدٌ بما في صدره من عواطف.
اشتهر ابن عتيج بأنه من شعراء الإمارات المرموقين، ووجدت أشعاره صدى طيباً في نفوس أبناء مجتمعه قديماً وحديثاً، واعترف له الشعراء بعلو مرتبته الشعرية وكفاءته العالية.
ويروى أنّ والده لم يكن محباً للشعر ولا يرغب في أن يكون ابنه شاعراً، ولكن موهبة الولد كانت تزاحمه، وكانت تتدفق بالشعر أمام الناس فوصل خبر ذلك إلى والده، وتواترت الأخبار عن شاعرية ولده.
وفي يومٍ من الأيام كان الوالد مشغولاً بمهنته يصنع البدود، وكان ولده سعيد من حوله فقال له الوالد: سمعت أنك تقول الشعر، فابتسم الولد غير منكرٍ للخبر، وهو يعلم أنّ ذلك لن يسر والده فقال الوالد: يا سعيد إذا كنت شاعراً فهات لي شعراً تذكر فيه البد، وإن فعلت فلك أن تكون شاعراً وسأكون سعيداً بذلك.
ففكر ابن عتيج قليلاً ثم قال:
كوسٍ مهبه بدي           غبا وطى ورمال
من كلّ عدب وندي          شل أربع يفال
وأصبح هواه أمردي         عنده شراحة بال
وأنا أجسدي ملتدي         حاني شرى لهلال
عن وصلهم لا بدي         في أسعود إمن الليال
على ابكراتٍ ضدي         ومن الربخ ذبال 
وفور انتهاء سعيد من قصيدته قال له والده: إنك شاعر يا بني ولن أقف في سبيل شاعريتك، ولكن عليك باحترام كلمتك ولا يخرج منك إلا الكلام الطيب، فان الكلمة إذا خرجت من الفم لا يمكن ردها.
وعُرِفَ عن ابن عتيج كذلك كما برزت أشعاره صفاته وطباعه، أنه كان محباً لوطنه، وأكثر من ذكر مرابعها ومحاضرها ومواردها ومعالمها في أشعاره .
ويروى أن ابن عتيج كان يعد نفسه وجماعة من أترابه وأصحابه للثأر من غزاة كانوا هاجموهم من قبل ، ولم يكن لديه سوى قعود اسمه (أبو سولع)، ولم يكن هذا القعود يصلح لأن يغزي عليه.
وفي ليلةٍ رأى ابن عتيج في منامه أنه قد ضُرِبَ بالرّصاص فأصيب في صدره، وأنه يضع يده على جرحه الغائر حتى أصبح يتنفس منه، وفي الصباح أخبر صديقه أحمد بن بليد المرر بما رأى، وأنه متشائم من ذلك ويشعر بأن منيته قريبة.
وكان لابن عتيج أخت أرملة ولها ابنتان هما: موزة بنت مبارك، وفرير بنت مبارك، وكان المسوؤل عنهن، فأوصى صديقه أحمد بن بليد بالبنتين وأمهما، وفي الصفري توجه بن عتيج إلى ليوا وهناك صادف غزاة من المناصير ومن بني ياس، وكان معهم قماش بن جديد المنصوري يركب ناقة معروفة باسم (الصفيره)، التي يملكها بن كنيش الهاملي، وكان قماش قد استعارها منه ليغزوا عليها وقد جهزها بكل ما يلزم الغازي من زاد وعتاد.
فطلبها بن عتيج منه ليغزوا عليها؛ لأنّ قعوده لا يتحمل السفر والغزو والمشقة، فقدمها قماش لابن عتيج بما عليها جاهزة للغزو، بينما قعد قماش ولم يذهب مع الغزاة.
ولما حصلت المعركة بين القوم وحمي الوطيس، وتبادلا الفريقان الرمي بالرّصاص، كان ابن عتيج يضرب ببندقيته وهو واقف، وأصحابه ينادون عليه: اتّق، اتّق يا بن عتيج عن الرمي، وقد حدث ما توقعه بن عتيج فقد قتل في هذه الغزوة التي وقعت على الأغلب في الأراضي العمانية، وذلك في سنة 1919م، فعاش 44 سنة ولم يتزوج.

مصبح بن الكندي بن علي بن سالم بو ملحا المرر



كان القاضي مصبح بالكندي المرر يسكن قريباً من منطقة الزّراف، وكان معه ابنة أخيه وضحى بنت علي بالكندي، وابنها كنيش بن عبيد بن كنيش الهاملي، وكان كنيش في ذلك الوقت عمره سبع سنوات تقريباً، فمكثوا عدة أيام مجاورين للقاضي مصبح، وفي يوم من الأيام بعث السيد عبيد بن كنيش أحد الجمّالين المعروفين في المنطقة واسمه ثامر المرر، فبعثه إلى منطقة الزرّاف ليأتي بزوجته وضحى وابنه كنيش، فذهب ثامر إلى الزراف وأخذ وضحى وابنها، فحزن مصبح بالكندي على فراقهم فقال منشداً:

يانيه ثمّور بركابه       قالص الخوّار ويتلّه
في ديارٍ ما هقينا به      ولا هقينا أنّه يدلّه
جا وشلّ اكنيش واقفابه     والفريج اللي لهم خلّه
وصبّحوبه من ورى البابه     والاثر جا الرّوحي وشلّه
وبرح دمع العين سكّابه       لين وقّف دمعها كلّه

كتبه
علي أحمد الكندي المرر

صور نادرة للشاعرين أحمد بن الكندي وعلي بن مصبح الكندي


هذه صورة نادرة تجمع بين شاعرين من شعراء الظفرة، وهم أبناء العم الشاعر أحمد بن علي الكندي المرر يسار الصورة، والشاعر علي بن مصبح الكندي المرر يمين الصورة، رحمهم الله تعالى.
واذكر في سنة من السنين ذهبنا إلى الربع الخالي للقنص فكنا جميعاً في سيارة واحدة محملين الخيم، فذهبنا إلى عزبة عبيد بن كنيش الهاملي ونصبنا الخيم ومكثنا يومين ثم رجعنا إلى الامارات كي نأتي ببقية الأهل.
فما أسرع السنين وأما أمرها لما تفقد من تحب.

 

حوايا الكبيرة

هذه حوايا التي ولد فيها شاعر الظفرة سعيد ابن عتيج الهاملي الذي قال:
عندي لكم بنت الورايا _*_ شقرا على المدلاي محراق
امقيظه غرست حوايا _*_ ماها غدير ومثل لفلاق
وقد زرت حوايا والتي تسمى حوايا الكبيرة ونظرت في يوها الكبير وفي نخلها الذي أهمل بعدما كان غرساً كبيراً مثمراً، له صاحب يحوطه ويرهاه، فوجدت تاريخاً أصيلاً وتراثاً عريقاً، فهذه الأماكن هي التي كان أجدادنا يعيشون فيها ويرتعون في ربوعها، وعلى كل حال فكانت رحلتي إلى هذا المكان جميلة جداً، وقد استفدت منها كثيراً، وسجلت معلومات كثير عن المكان وعن صاحب المكان.
كتبه
علي أحمد الكندي المرر
باحت في تاريخ الظفرة

علي بن مصبح الكندي المرر


هفاهيف

قال الذي في بدع الامثـال  حرّيف
مثايلٍ محكومـة الـوزن  والقـاف
ادري قوافيها عن النقـد  والزيـف
أخاف من كلمة نقودٍ لـه  اشفـاف
واحب أقول الصدق ما اقول  تطفيف
والحق تشهد به من الناس عـرّاف
واغوص لجّات البحـور المهاييـف
وانقي من الجوهر غريبات الاصناف
واجيبهـا واصيغهـا دون  تكليـف
وتطيعني وتجي على الامر  ميـلاف
وارمي الهدف لي من خطا كل هدّيف
وشتّان فرق الناس كلٍ لـه اهـداف
وانا هدف قافي ترى مثل ما شيـف
في ساحة الميدان بالعيـن ينشـاف
يوم اركضن علط الرقاب  المعاسيف
وذاع المذيع وصفق الحفل باكفـاف
وتصدرتهن في الاوايـل  هفاهيـف
تستاهل الناموس يا نسل الاشـراف
يا نسل شيخٍ مكرم الجار والضيـف
وزبن الدخيل ومن لجا فيه ما  خاف
فوز الذلايل رغبة النفـس والكيـف
يعل البخت والحظ يا شيخ مسعـاف
فـج النحـور وكالاهلـه معاطيـف
شيب الغوارب م التمطّـاي  نحـاف
مثل الأدامي يا عجيـب التواصيـف
لي ذارهن من قافـر الخـد  لقـاف
وسفن الصحاري ناقلات المراديـف
لي روحن في سحّب البيـد زفـزاف
من فوقهن نقالة التـرس والسيـف
صفوة قروم مرويه حـد  الارهـاف
تاريخنا الماضي تـراث  الاساليـف
ونعتز في تجديد تاريـخ  الاسـلاف
والفضل لله ثم اشيـوخٍ  عـواريـف
أحيوا تراث اجدادنا لي مضـى وطـاف
وافضالهم عمت وسـاع الاطاريـف
نوٍّ سرى برقه من الغـرب  رفـاف
راكد سحابه لا رعـد لا عواصيـف
اسقى الأراض وعمها رمل  واسياف
وصلوا على الهادي صلاةٍ  بتشريف
أعداد ما طافوا على البيت  طـواف

الشاعر أحمد بن علي الكندي المرر

يا طول صبري

كم لي وكم لي وكم ذكرى اسجّ   ابها        لي نامت الناس انا ماغمّضت   عيني
يا من سلب مهجتي منّي وشطّ   ابهـا        طـال المفـارق وخفـت انـك تجافينـي
كلفـت نفسـي علـى شـانـك   وبتعبـهـا        ان كان يا نـور عينـي عـاد   ترجينـي
الـروح بـيـدك وانــت الـلـي   معذبـهـا        والحق عندك وما يرضيـك يرضينـي
يـوم المـوده رمتـنـي فــى مصايبـهـا        ياليـت مـا كـان بيـن ايديـك   ترميـنـي
لانته رحومٍ ولا روحـي تـروف   ابهـا        كــل المحـبـه شـقـا وانـتـه   تشقيـنـي
الــروح لوتاصـلـك نـالـت   مطالـبـهـا        واصبحت فى الناس اسعد كل حييني
كـم أسـأل الريـح لـي هبـت هبايبـهـا        ولا مـــن الـريــح خـبــر بايسـلـيـنـي
صبـرت قلـبـي وكـبـدي زاد لا   هبـهـا        تذرف دموعي ونار الشوق   تكوينـي
يا طول صبري على عالـي   مراقبهـا        ومجاوب الورق لي غنّـى بصوتينـي