ديوان أحمد الكندي


أكاديمية الشعر تصدر ديوان الشاعر أحمد الكندي


أبوظبي- أصدرت أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ديوان الشاعر الإماراتي الكبير أحمد بن علي الكندي، الذي يعد أحد أشهر شعراء النبط في الإمارات خلال القرن العشرين، وذلك ضمن مشروعها المستمر لتوثيق مختلف التجارب الشعرية، خاصة تلك التي تركت بصمتها وتأثيرها بقوة في الساحتين الشعرية والفنية في الإمارات.

وجاء إصدار الديوان في طبعة ملونة من القطع الكبير، بعد أن أعلنت أكاديمية الشعر في وقت مسبق عن توقيعها اتفاقية مع ورثة الشاعر لنشر قصائده، التي أشرف على جمعها وتحقيقها وتحقيق سيرة حياته الباحث علي بن أحمد الكندي ابن الشاعر، ويتشكل الكتاب من 333 صفحة، حمل غلافه شعار روح الاتحاد الذي تم اعتماده كشعار للاحتفالات بمرور أربعين عاماً على تأسيس الاتحاد، ويتضمن العمل مقدمة عن حياة الشاعر، ثم قصائد الديوان التي أخذت الجزء الأكبر منه، تلتها قصائد المشاكاة والمردّة، ثم القصائد النحوية القريبة من الفصحى، وقد بلغ عدد قصائد الديوان 119 قصيدة ومقطوعة شعرية.

ويتضمن الديوان أيضاً قصائد تنشر لأول مرة للشاعر الكندي، منها قصيدة تغرودة غير معروفة، كما يتضمن إضافات شعرية مهمة وكثيرة على قصائده المعروفة سابقاً، ويشمل الديوان أيضاً على ملحقين، يحتوي الأول على صور نادرة للشاعر الراحل مع أسرته وأصدقائه، أما الملحق الثاني فيتضمن قصائد بخط الشاعر، وهي تنشر للمرة الأولى أيضاً.

ويتميّز الديوان بتوثيقه للمناسبات والأحداث التي قال الشاعر بسببها مختلف قصائده، كما تتضمن القصائد في هوامشها شرحاً لمفرداتها ذات الخصوصية في اللهجة الإماراتية، وإشارات للمناطق والمواقع التي ذكرها الشاعر في قصائده، وكانت مسرحاً للعديد منها، كما تضمنت الهوامش إشارات إلى جميع القصائد المغناة للشاعر.

ويعد الشاعر أحمد بن علي بن الكندي بن علي بوملحا المرر أحد أهم شعراء النبط في دولة الإمارات، وهو حفيد الشاعر المعروف علي بوملحا المرر، ولد في ليوا في عام 1940م، ونشأ في كنف عمه مصبح الكندي بعد وفاة والده وهو في السنوات الأولى من عمره، وعندما بلغ الثالثة عشرة التحق بالحياة العسكرية حيث عمل في شرطة أبوظبي في مختلف المراكز التابعة لها، ثم انتقل بعدها للعمل في دائرة الكهرباء في الإمارة نفسها، كما عمل في إحدى شركات التنقيب عن النفط في الدولة. وقد عُرف عنه ولعه بهواية الصيد بالصقور، واشتهر بإتقانه العزف على آلة الربابة التي كانت ترافقه دائما، وقد سجل في الثمانينات العديد من التسجيلات الصوتية التي يلقي فيها قصائده بمصاحبتها، وتولى مع بداية قيام الاتحاد رئاسة مجلس شعراء البادية في منطقة "ليوا"، وصورت في منزله أغلب الحلقات التلفزيونية للمجلس.

أما أشعاره فقد اتسمت بجزالة المعنى ورقة العاطفة والتصوير، وانعكست عليها شخصيته اللطيفة والحساسة، إذ عرف عنه أنه كان سريع التأثر وذا نفس جياشة، كما كان من المجددين في مفردات القصيدة النبطية في الإمارات، ونظم على مختلف الأوزان الشعرية، ودارت بينه وبين عدد من شعراء عصره العديد من المساجلات الشعرية، أمثال الشاعرة فتاة العرب والشاعر صالح بن عزيز المنصوري وعبدالله بن عامر الفلاسي وراشد بن دسمان وسلطان بن هيّاي المنصوري.

وكان للشاعر الكندي حضوره المهم في الساحة الفنية في الإمارات، إذ كتب الكثير من القصائد الغنائية التي تغنى بها عدد من الفنانين مثل: الفنان علي بالروغة الذي غنى له: “أنا ونيت والخاطر تكسر و”قطعت الوصل يا حلو السجايا” و”يا كحيل الطرف يا ذاك الجميل”، والفنان جابر جاسم الذي حقق معه نجاحا كبيرا في أغنية “سيدي يا سيد ساداتي” و”رمتني من عيونك بندقية” و”صباح الخير من بدري” و”جوّ ليوا من جوّ لبنان” وغيرها من الأغاني العاطفية، كما تغنى الفنان ميحد حمد بعدد من قصائده مثل “لقيت الدار من عقب الحبايب” و”من تقنع النفس”، وقد استمر الكندي في عطائه الشعري إلى وفاته في 26/12/1985م.